تعد الموناليزا اليوم -تقريبا- أشهر عمل فني في العالَمِ؛ حيث يصل عدد زوارها إلى الستةِ ملايين زائر خلال السنة الواحدة (80% من زوار متحف اللوفر)،[10][11] إلا أنَ الموناليزا لم تحظى بهذه الشهرة حتى مطلع القرن العشرين؛ حيث كانت في ذلكَ الوقت مجرد لوحة مِنْ بين اللوحاتِ العديدةِ التي حظيت بِتقديرٍ عالٍ.[11] مع بداية القرن التاسع عشر بدأ الناس يمدحون دا فينشي وساد إعتقاد حينها بأنه عبقري، ومن ثم بدأت شهرة الموناليزا تنمو تدريجيا مع مطلع منتصف القرن التاسع عشر. ويعود سبب شهرتها تلك إلى عدة أسباب مختلفة من أهمها إبتسامتها التي وُصفت بِأنها غامضة ومبهمة؛ حيثُ حيرت العديد مِن الأشخاص مِثل سيجموند فرويد وأساتذة جامعة هارفارد وأعداد لا تحصى مِن المشاهدين،[12] إلى جانب ذلك؛ إستخدامه لطريقة الرسم بمنظور من نقطة واحدة في الخلفية، وهنالك أمر يتعلق بجل التكوين الفني لهذه اللوحة، والطريقة التي استخدمها في رسم المنظور الجوي. حيث يساهم كل منهم في إيصال الصورة الشاملة لهذه اللوحة.[13]
بالرغم من أن الحقائق المؤكدة والدقيقة عن اللوحة قليلة، إلا أنه ووفق السيرة الذاتية التي كتبها فاساري عن ليوناردو توضح أن دا فينشي قد رسم الموناليزا عندما كان يعيش في فلورنسا عندما أسند إليه فرانشيسكو ديل جيوكوندو وكان تاجر حرير فلورنسي ثري مهمة تصوير زوجته ليزا جوكوندو عام 1503 -أي في عصرِ النهضة الإيطالية- حيث كانا متفقين على تعليقها على حائط بيتهما الجديد كنوع من الإحتفال بإحدى المناسبتين: إما بمناسبة مجيء مولودهما الثاني آندريا في ديسمبر عام 1502، وذلك بعد وفاة ابنتهما عام 1499، أو بمناسبة شرائهما المنزل الجديد.[2] استمر دا فينشي بالعمل عليها إلى أن إنتهى منها عام 1519. أخذ دا فينشي اللوحة معه من إيطاليا إلى فرنسا عندما انتقل إلى هناك بدعوة من الملك فرانسوا الأول وانتهى به المطاف بأن توفي هناك قبل أن يسلمها إلى فرانشيسكو جوكوندو أو زوجته ليزا جوكوندو، وسبب عدم تسليمه اللوحة لأحد الزوجين حتى ذلك الوقت غير معروف.[14]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق